في عالم يعجّ بالمنصات الرقمية وصنّاع المحتوى، لمع اسم رغدة تالين كيومجيان، المعروفة بـ Raghda K، كواحدة من أبرز المؤثرات في العالم العربي على مواقع التواصل الاجتماعي. تمكنت رغدة خلال سنوات قليلة، من بناء قاعدة جماهيرية واسعة لها، تجاوزت 6 ملايين متابع، وذلك بفضل محتواها المتنوع، الذي يجمع بين الترفيه، الجمال، والمواقف الواقعية اليومية.
عُرفت رغدة بعفويتها وجرأتها في طرح المواضيع التي تهم جيل الشباب، كما شاركت في عدد من الحملات الخيرية والإنسانية في الدول العربية وأفريقيا.
في هذا حوار الخاص مع موقع الفن، نغوص في تفاصيل تجربتها الرقمية، ونتحدث معها عن تأثير الشهرة على حياتها، وعن طموحاتها.


نظمتِ عدداً من المبادرات الإنسانية، وآخرها كان حملة "قطعة دفى"، ما هو هدفكم؟ وكيف سوف تطورين هكذا مبادرات في المستقبل؟

"قطعة دفى" كانت واحدة من المبادرات التي أشعر أنها قريبة جدًا إلى قلبي، فالهدف منها لم يكن فقط توزيع أشياء مادية، إنما خلق حالة من التضامن والإهتمام الحقيقي. نحن نعمل على توصيل الرسالة من خلال الصدق، البساطة، والتواصل المباشر مع الناس. نحن لا نعمل لوحدنا، بل مع المجتمع وندعمه.
الهدف الأساسي هو توسيع الأثر، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، وخلق وعي عام، وكل شخص يساهم حتى لو بشيء بسيط. أما بالنسبة إلى المستقبل، فطبعاً أرى أن المبادرات سوف تتحول إلى حملات منظمة، بشراكات أكبر، وتأثير أعمق.

ما رأيكِ بالمشاهير أو المؤثرين الذين يشاركون متابعيهم على مواقع التواصل الإجتماعي، كل حياتهم ومشاكلهم؟ وكيف ينعكس ذلك على الشخص المشهور؟

كل إنسان حرّ في التعبير بالطريقة التي تريحه، ولكن إنطلاقاً من تجربتي الخاصة، الحفاظ على مساحة خاصة من حياتي، يعطيني توازناً وراحة نفسية، ومشاركة كل التفاصيل مع الجمهور، يمكن أن تكون مرهقة، وتخلق ضغطاً كبيراً على الشخص المشهور ليكون دائماً تحت الأضواء.
أفضّل أن أشارك المتابعين الأمور التي لها قيمة أو تحمل رسالة، وبذلك أحافظ على خصوصيتي حتى أستطيع أن أستمر بهدوء وتركيز.

أصبحنا مؤخراً نرى الجانب السلبي من السوشيال ميديا وبشكل كبير، وهذا ينعكس على الجمهور بطريقة سيئة. كيف يمكن أن نحد من الأمر بإعتباركِ صانعة محتوى إيجابي؟

أكيد هناك جانب سلبي، لكن في نفس الوقت السوشيال ميديا هي أداة قوية، وكلنا مسؤولون عن استخدامنا لها. أحاول دائماً أن أخلق توازناً، وأشارك المتابعين محتوى يعطي أملاً، ويذكّر الناس بقيم بسيطة ولكنها مهمة.
الحل ليس في أن ننسحب من هذا المجال، بل أن نغيّره من داخله ونوعّي الناس، فالوعي، التنظيم، والمسؤولية الفردية هي مفاتيح التغيير.

في حال عُرضت عليكِ المشاركة في برنامج من برامج تلفزيون الواقع، هل توافقين؟

إذا كان البرنامج مرتكزاً على مضمون حقيقي وله قيمة، ويشبهني ويمثلني، يمكن أن أفكر في الأمر، لكن إذا كان الهدف فقط الدراما أو التسلية من دون رسالة، فغالباً ما سيكون جوابي لا، لأني حريصة على أن أكون في مكان أستطيع فيه أن أقدم شيئاً يشبهني، ويشبه الناس الذين يتابعوني.

لو لم تكوني صانعة محتوى، ما هي المهنة التي كنتِ ستختاريها؟

كان يمكن أن أختار مجالاً له علاقة بالعلاج النفسي أو الخدمة الاجتماعية، لأني أحب أن أستمع، وأساعد، وأكون حاضرة دائماً من أجل الناس. أو يمكن أن أختار مجالاً له علاقة بالفن والتصميم، لأنه يعطيني فسخة للتعبير عن نفسي بحرية.